ظاهرة خطيرة و جديدة تلك التي انتشرت في الآونة الأخيرة في عدة مدن مغربية. مواطنون أجانب يعانون من أوضاع مزرية و السبب نزعة يصفها البعض ب “عنصرية” عند بعض المغاربة، الذين لا يترددون عن الإفصاح عنها. روبورتاج لمراسلنا أحمد كوكليكو من منطقة مارينا سمير.

معاناة من العنصرية

غ.م سائح أوروبي منحدر من أحد بلدان شمال المتوسط يتردد سنويا على شمال المغرب و بالضبط على شاطئ “كابيلا” حيث يملك إقامة صيفية. منذ 10 سنوات والسيد غ يأتي لمقر سكناه الصيفي متحديا العنصرية اليومية ليتمكن من قضاء عطلة صيفية لائقة. “ليس لدينا خيار… أضطر أنا و عائلتي تحمل المعاملة السيئة و في بعض الأحيان السب و الشتم ” يشتكي لنا غ.م و هو بالكاد يخفي دموعه قبل أن يتابع قائلا ” ليس لدينا خيار في ظل عدم تواجد مكان  في بلدنا لقضاءعطلة بهذا المستوى. الوضعية معقدة”.

مشاكل في الإندماج

يعزز السوسيولوجي عبد الرحيم العطري هذه النزعة “الرفضية النبذية النصف أوتوماتيكية”، كما أسماها الباحث، إلى عدم تطابق العادات و تقاليد السياح المنحدرين من شمال المتوسط مع المجتمع المغربي. ويعلل ذلك ببعض الأمثلة كحب الأوروبيين لشرب الكحول في حانات عمومية و كذلك ميلهم لارتداء ملابس قصيرة تزعج راحة المواطنين المغاربة المحافظين بطبعهم.

تفضيل بعض الأجانب على آخرين؟

منير الفشتالي يعمل كمدرب للجيتسكي في ميناء مارينا سمير، ويحكي لنا تجربته الخاصة مع السياح الأجانب “صراحة ليس عندي مشكل مع الأوروبيين. لا أبالي بهم و أتركهم لحالهم” يعترف لنا منير.”لكنني عندي علاقة ممتازة مع السياح الغرب الإفريقيين .دائما ما نتعامل بشكل جيد… الله يعمرها دار!”. أوقف منير الإستجواب ليستعرض عضلاته على حسناوتين غابونيتين بادلناه الإبتسامة، قبل أن يتابع “كثيرا ما أتوصل بإيمايلات من نيجيريين يعدونني بالمال مقابل مساعدتي لهم. لا زلت أنتظر حصتي لكنني أتفهم أن تلك الإجراءات تتطلب الوقت”.